الخميس، 23 يوليو 2009

الى المرحوم الشيخ احمد يسر الفرطوسي

الى المرحوم الشيخ أحمد يسر الفرطوسي
المعلم الذي كان يدَرِّس في الناصرية أواخر الستينات
(المقدمة)
عند شاطئ الفرات ... في مدينة تحمل مرفأ صباي , قبل أكثر من أربعة عقود كان الشيخ يعلمنا كيف نُصَلِّي في زمنٍ سوف يرفع المصلين فوق أعالي الرماح وكان يُرَتِّل بألسنتنا قرآن الفجر...في مدرسة الناصرية حَطَّ الشيخ رحاله وفك صُرَّة قراطيسه في أفئدةِ الصغار , فاعتصر قلبه (( كأساً دِهاقاً )) شربنا منه ولم نظمأ .
حقّ أن تعود بي ذكراه الى زمني المنفي في تلك المدينة الطافية فوق رماد التاريخ .
( ألقصيدة )
زَمَني ...
أوطانٌ تتشَكّلُ
في ذاكرتي
لحظاتٌ تنأى
في وجْد الماء
في صَمتِ غبار الطلع
الماثل للبَوْح .
رائحةُ الطين الطازجِ
نكهةُ وطنٍ في طور التكوين
يا وطني الماضي
لو عدتُ الى عقدي الأولِ
في شارع عشرين
ودنوتُ الى سوق السيد سعْد
في مدرسةٍ تحملُ أسم عذاباتِ النورِ
المتقطع فوق سلالم زقورة أور ,
والمتسربل هَمْس الخطو الناعمِ
في دربِ المنفى ,
لوجدتُكَ
في عِمَّتِك البيضاءَ :
تخطُّ بألوان الطيفِ الشمسيِّ
صبانا ,
ترسُمنا
إيقوناتِ صلاة ,
تعلمنا ...
كيف نرتِّلُ مجد الله .

حسين ناصر جبر

0 التعليقات: